
على الرغم من أنه مازال هناك نحو أسبوعين على انتهاء 2016، فإنه بفضل العلوم تمكنت البشرية حتى الآن من تعديل الجينات لعلاج السرطان، وصدور شهادة براءة للقهوة، إضافة إلى اكتشاف كوكب مختبئ في مجموعتنا الشمسية، بحسب موقع "بيزنس انسايدر" الأسترالي.
وفيما يلي نستعرض حصاد عام 2016 العلمي، وأعظم ما توصل له العلماء على مدار العام.
حصلت أخيراً القهوة، هذا المشروب البني اللون الذي ثار جدل كبير حوله في المجتمعات على مدى 500 عام، على شهادة براءة مؤقتة. ففي يونيو، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن خفض تحذيرها بشأن وجود صلة محتملة بين القهوة والإصابة بمرض السرطان. ورغم ما أعلنته المنظمة بشأن القهوة، فإنها أشارت إلى أن المشروبات الساخنة – لأكثر من 65 درجة مئوية "ربما تكون مسرطنة".
العلاج بتعديل الجينات :
لعلنا نذكر الـ"كرسبر" وهو أحد أهم الاكتشافات العلمية في عام 2014، فالـ"كرسبر" هو عبارة عن قطاعات قصيرة من الحمض النووي تم العثور عليها في بكتيريا، كانت تعد سبقاً كبيراً عند اكتشافها، لأنها توظف بروتينا يسمى "كاس 9" وهو الذي يعمل كمقص يقطع أجزاء من الفيروسات التي تصيب الحمض النووي.
ويقوم "كاس 9" بعد ذلك بدمج أجزاء الفيروس الغازي في بصمته الوراثية، حتى يتمكن من التعرف على ذلك العدو ومكافحته في المستقبل. وقد تمت دراسة كيفية عمل مقصات "كاس 9"، والتوصل إلى استنتاج أنه يمكن تعديل الجينات، وهو ما أسفر بالفعل عن تسجيل نجاح مذهل في مجالات علاج سرطان الدم.
قد تعد هذه الخطوة نوعاً ما نبأ ساراً، ولا تحبس أنفاسك في انتظار أن يكفل الـ"كرسبر" طول البقاء لك ولأولادك، لأنه مجرد صيحة في مجال صراع براءات الاختراع، لأنه على وجه العموم، باهظ التكاليف، ما يجعله لأمد طويل، مقصوراً على الأشخاص فاحشي الثراء.
وفي سياق متصل، تمكن فريق من العلماء الصينيين، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، من توظيف تقنية الـ"كرسبر" لعلاج أحد أمراض سرطان الرئة وهم ما زالوا يترقبون النتائج.
وإلى جانب تقنية الـ"كرسبر" فإن هناك تقنية أخرى لتعديل الجينات تسمى "هيتي"، وهي التي نجحت في استعادة البصر جزئياً لحيوانات أصابها العمى. أما الخبر السيئ فيتمثل في أن علماء كنديين قاموا بمحاولة لتوظيف تقنية تعديل الجينات لمكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة (اتش اي في) فجعلت الفيروس أكثر فتكاً بدلاً من القضاء عليه.
أينشتاين سبق عصره
تم التوصل إلى طريقة جديدة لدراسة الكون، ولو أنها، في الحقيقة، ليست جديدة تماماً، حيث سبق لألبرت أينشتاين اكتشافها قبل 100 سنة. لقد استغرق العلماء كل هذا الوقت لبناء أداة للكشف عن موجات الجاذبية وتموجات كونية تؤدي لانقباض وانبساط الزمكان حولها.
ويصف كليفورد بورغيس، عالم الفيزياء النظرية في جامعة ماكماستر في هاميلتون بكندا، الأداة بأنها "ضخمة للغاية"، مؤكداً أن جائزة نوبل باتت مضمونة لفريق مرصد الليزر لقياس تداخل موجات الجاذبية المعروف اختصاراً باسم "ليغو"، الذي يضم اثنين من الأستراليين. لقد شاهدوا بالفعل لمرتين اثنتين الثقوب السوداء ترتطم ببعضها بعضا.
استبدال رأس قرد :
ذكرنا أننا بصدد تناول الموضوعات العلمية "الأكثر أهمية"، وليس "الأكثر مسؤولية"، وهذا يعني أننا يمكن أن نتحدث عن العالم المظلم لعمليات استبدال الرؤوس، والتي تعد في واقع الأمر موضوعاً متاحاً في العلم بالوقت الحالي، فقد أعلن الجراح سيرجيو كانافيرو أنه سيمنح، في العام القادم، جسداً جديداً لمريضته فاليري سبيريدونوف التي تعاني من ضمور في النخاع الشوكي والعضلات.
هل سينجح في ذلك؟ نعم ربما ينجح في ذلك بشكل مدهش. ففي يناير/كانون الثاني، نشر فريق في كلية الطب بجامعة كونكوك في كوريا الجنوبية مقاطع فيديو لفئران تجارب وهي تحرك أطرافها بعد أسبوعين من قطع أحبال العمود الفقري في الرقبة ثم إعادة توصيلها، "لذلك أعتقد أنه من الممكن إعادة الحبل الشوكي بعد قطعه بالكامل"، على حد قول سي-يوون كيم، الذي أضاف أن الأمر الأكثر إبهاراً كان ما قام به باحثون من جامعة ولاية أوهايو الذين قاموا بزرع مخ لمريض بالشلل الرباعي حتى إنه تمكن من العزف على غيتار "هيرو".
حفظ المخ مجمداً :
وبينما نتناول الحديث عن قطع وزرع الرؤوس، فلا يفوتنا أن نذكر أن مجموعة "تونتي فيرست سينشري" الطبية أعلنت عن نجاحها في تجميد مخ أرنب بأكمله سليماً. كما أن خريج معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، روبرت ماكنتاير، قام بقيادة فريق البحث الذي أوقف الخلايا العصبية ونقاط الاشتباك العصبي لمخ الأرنب باستخدام مواد كيمياوية قوية، قبل تجميده بالكامل.
وعندئذ فقد قامت لجنة مراجعة بعمل مناظرة للتحقق من كل الخطوات باستخدام مجهر إلكترونات، والذي أظهر مخ الأرنب واضحاً، حيث "بدت كل الخلايا العصبية والمشابك وقد حفظت بشكل جيد لكامل أجزاء المخ."
هذا الكشف يعطي الأمل لكل شخص مصاب بمرض عضال بل ولغريبي الأطوار من الأثرياء في جميع أنحاء العالم. وقد رصد ماكنتاير جائزة مالية بقيمة 35 ألف دولار أميركي لمن يتطوع في مسابقة طويلة لمدة خمس سنوات لتجميد مخه. وإن كانت النصيحة الجيدة لمن يرغب في العيش لفترة أطول هي: عليك بممارسة رياضة الغولف بدلاً من تلك الجراحة وسيطول عمرك على الأرض مدة خمس سنوات.
أكسجين في المريخ :
وأخيراً، تم العثور على بعض الأدلة على وجود بعض أشكال الحياة على سطح المريخ. بدأت هذه الاكتشافات عندما عثر مسبار ناسا الفضائي "سبيريت" في 2008 على عينات من معدن يسمى "سليكات الأوبالين" داخل الحفرة "جوستاف". وكان على السليكات زوائد تشبه القرنبيط إلى حد ما.
وفي ديسمبر من العام الماضي، اكتشف اثنان من علماء الفلك أدلة في الصحراء التشيلية توضح أن تلك الزوائد الشبيهة بـ"القرنبيط" قد تكونت بفعل الميكروبات.
وفي سبتمبر من هذا العام، توصل فريق آخر إلى أنه توجد على سطح المريخ بحيرات كبيرة من المياه السائلة أطول بكثير مما كان يعتقد سابقاً. وهذا يعني أن هذه الميكروبات استغرقت وقتاً طويلاً لتتشكل وتبقى على قيد الحياة في المناخ الرطب والحار نسبياً بالمريخ لمدة حوالي 700 مليون سنة.
كما أنه تم اكتشاف وجود الأكسجين على المريخ أيضاً فيما يعد أحد أكبر الاكتشافات في هذا الصدد، وهو الأمر الذي شجع ألون ماسك على البدء في إعداد خطة لنقل أشخاص إلى هناك بحلول عام 2018. كما تقوم مجموعة شركات خاصة بإعداد برامج لاستضافة أشخاص عاديين للسفر إلى الفضاء لأول مرة في التاريخ على متن مركبة الفضاء "اسغارديا" في رحلتها القادمة.
جدل المحرك
في عام 1999، نجح المخترع البريطاني روجر شويار في تصميم محرك لا يصدر فعلياً قوة دفع على الإطلاق، وهو المحرك المعروف باسم "إي إم درايف". يمتنع علماء الفيزياء في جميع أنحاء العالم عن السعي لمعرفة أي شيء عن هذا المحرك، لأنه إذا كان يعمل بشكل جيد، فالنتيجة الحتمية ستكون التخلص من قانون نيوتن الثالث بإلقائه في سلة المهملات، وهو القانون الشهير الذي يقول: "لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الاتجاة".
اللغز هو، إذا كان يعمل، فسوف يمكن لنا أيضاً أن نصل إلى المريخ في غضون بضع ساعات، وليس سنوات. إن القليل من قوة الدفع يعني الكثير في الفضاء، ويمكن إلى حد ما توليدها من خلال تسليط أضواء الليزر.
أما الحدث الأبرز والذي أثار جدلاً واسعاً أنه في نوفمبر/تشرين الثاني، وبعد 17 عاماً من العمل، حصل فريق معمل "ايجل وركس" التابع لوكالة ناسا على قبول لنتائج اختباراتهم لمحرك "إي إم درايف" من جانب المعهد الأميركي للملاحة الجوية والفضائية. وتم عرض حيثيات القبول من لجنة التحكيم العلمي في دورية "بروبالشن اند باور"، وحتى الآن فإن جدلاً كبيراً يثور في هذا الشأن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق